nokatmod7ika
by jaâfar azzizi

نكت الجماني

يحكى والعهدة على الراوي أنه ذات مرة دخل خطري ولد سعيد الجماني على الراحل الحسن الثاني، وهو على عجلة من أمره وصادف وقتها أن كان الحسن الثاني يستعد لتشكيل حكومة الفيلالي، فما إن لمحه الملك، أدرك بسرعة بديهته أن الجماني يحمل أخبارا جديدة، فبادره بالسؤال.


* ماذا تحمل من جديد يا ولد سعيد؟


فأجابه والحيرة بادية على وجهه بشكل ملحوظ وكأن الأمر خطير للغاية:


- لماذا يا مولاي لا تعينون ضمن حكومتكم الجديدة وزيرا للبترول؟


فابتسم الملك ورد عليه ببساطة:


* كل ما في الأمر يا سيد خطري أننا في المغرب لا نتوفر على بترول، نحدث من أجله وزارة. 


طأطأ الجماني رأسه، وكأن الرد لم يقنعه، وهم بالخروج، لكن الحسن الثاني لاحظ الارتباك في تصرف الجماني فسأله:


* لماذا تستغرب، هل سمعت في جوابي ما يدعو للغرابة؟


فرد عليه بكل عفوية، لا تؤاخذني يا مولاي..


فاندهش الملك وأمره بالتعبير عن رأيه بصراحة، فقال له الجماني:


- يا مولاي بما أننا لا نتوفر على بترول، فلا حاجة بنا لوزير للبترول، وطالما أننا لا نحقق العدل فما الحاجة بنا إلى وزير العدل.


العمود الفقري


يحكى أن خطري ولد سعيد الجماني ذهب في رحلة ضمن وفد من الطلبة إلى الديار الأمريكية لتحصيل العلم، فلبث هناك ما يزيد عن أربع سنوات يدرس تحت إشراف هيئة تدريس محترفة، ولما أنهى دراسته رجع إلى المغرب، فوجد في استقباله وزير الداخلية (إدريس البصري) ينتظره رفقة وفد وزاري، نزل الطلبة من الطائرة وذهبوا لاستلام حقائبهم التي تحوي كتبهم العلمية وملابسهم، إلا الجماني لم يقصد المكان المخصص للحقائب، فاندهش البصري لهذا الأمر معتقدا أن الجماني قد نسي التوجه لاستلام حقائبه، فنبهه للعملية وهو يبتسم في وجهه، إلا أن الجماني فاجأه بالقول على أنه لا يحمل أية حقائب وأنه جاء دونها، فاستغرب البصري للأمر، خاصة وأن الرجل كان في رحلة دراسية، فمن غير المعقول أن يأتي هكذا دون أن يحمل معه الكتب العلمية التي درس عليها، فبادره بالسؤال – أين الكتب التي كنت تدرس عليها؟


فأجابه الجماني بذكائه الثاقب إنني أحمل كل شيء في العمود الفقري (مشيرا إلى رأسه)، فازدادت غرابة البصري وأخذه إلى القصر دون أن ينبس ببنت كلمة.


INTELLIGENT


من بين الروايات الرائجة حول الجماني أنه كان ذات مرة يتابع بشغف كبير إحدى خطب الراحل الحسن الثاني، فردد الملك خلال نفس الخطاب عبارة (INTELLIGENT) وبما أن الجماني يتقن الإسبانية تعذر عليه فهم عبارة بالفرنسية، فنزلت عليه بردا وسلاما – حسب الرواية – ودفعه فضوله إلى التوجه بالسؤال للملك حول المعنى الأصلي لعبارة (INTELLIGENT) فلم يجد الراحل طريقة يقنع بها الجماني إلا استعمال المنهجية العلمية في التواصل معه، فأخذه بيده وتجه به ناحية الحائط، فوضع الملك يده على الحائط وطلب من الجماني أن يضربها، فهم عليها هذا الأخير بيده إلا أن الملك جرها بسرعة خاطفة اصطدمت على إثرها يد الجماني بالحائط مباشرة، فتألم ألما شديدا، فابتسم الملك وقال له:


- في هذه الحالة يا جماني أنا (INTELLIGENT).


فهم خطري ولد سعيد الدرس جيدا، وذهب إلى أصوله في الصحراء، وبينما هو مجتمع، حاول أن يكرر عبارة (INTELLIGENT) إسوة بالملك، وصادف أن تواجد بين الحاضرين صحراوي طويل البنية عريض الكتفين والكفين، جذبه سحر عبارة (INTELLIGENT) وعششت في دماغه، وانتظر الجماني حتى انفض الجمع فاتجه إليه مستفسرا حول شرح عبارة (INTELLIGENT)، فما كان من أمر الجماني إلا أن حاول أن يبرز مكامن ذكائه أمام سائله فحاول أن يقتدي بذكاء الملك، لكنه ولسوء حظه لم يجد حائطا أمامه، كما لم يجد أي شيء صلب يعطي به المثل للصحراوي الذي وقف مشدودا إليه يبحث في شوق كبير عن تفسير للكلمة، فوضع الجماني يده على وجهه وقال للصحراوي اضربني على يدي بقوة، وهو الطلب الذي لم يتأخر في تنفيذه الصحراوي ذو البنية القوية والذراعين المفتولين، وبسرعة البرق نزع الجماني يده عن وجهه، لتقع اليد القوية على وجهه مباشرة، تاركة إياه ملطخا بالدماء والجروح فتمتم الجماني مخاطبا غريمه وهو في شبه غيبوبة، في هذه الحالة أنا (INTELLIGENT)!


لقد جمجمني صاحب الجلالة


راجت في منتصف الثمانينات رواية جمعت بين الجماني ومحمد أرسلان الجديدي الذي كانت تنسج حوله النكت قبل أن تنتقل إلى الجماني، وذلك أن الجماني حضر في اجتماع ترأسه محمد أرسلان الجديدي في مطلع الثمانينات، ضمن الاجتماعات المفتوحة على الجماهير في إطار التهييء للانتخابات التشريعية، والتي تناول فيها الجديدي كلمة مطولة وكان وقتها يشغل منصب وزير الشغل والإنعاش الوطني. وكان قد افتتح كلمته بالعبارة التالية (لقد أرسلني صاحب الجلالة)، إلا أن العبارة لم تصل إلى ذهن الجماني بما تعنيه الكلمة، إنما فسرها على أن الجديدي قالها لأن اسمه العائلي أرسلان، لذلك قال (لقد أرسلني)، بما يعني أن المسؤولين الكبار يستهلون خطبهم بذكر أسمائهم، وهو ما حذا به إلى الرحيل إلى عيون الساقية الحمراء وعقد اجتماعا مفتوحا في الهواء الطلق، حضره العامة، في تجمع خطابي كبير ترأسه سيدي خطري ولد سعيد الجماني، وقال في مستهل كلمته أسوة بأرسلان الجديدي (لقد جمجمني صاحب الجلالة)، بما يعني أنه استهل الاجتماع على طريقة المسؤولين الكبار.


حافلة ركاب


يحكى ضمن الروايات التي نسجت من وحي الذاكرة الشعبية فيما يرتبط بما يروي ويروج من نكت بخصوص خطري ولد سعيد الجماني أنه اشترى ذات مرة سيارة خفيفة، واختار لها من الألوان ما يشبه حافلات النقل الحضري أي الأزرق الذي يتوسطه خط أبيض، وهو الأمر الذي أثار انتباه وزير الداخلية السابق (إدريس البصري) الذي بادره بالسؤال، حول اختياره لهذه الألوان الخاصة بشركة النقل الحضري للدار البيضاء، فأجابه الجماني ببراءة أنه اختار لها هذه الألوان، حتى إذا ما كبرت تصبح بدورها حافلة نقل للركاب على غرار الحافلات الأخرى.


المبالغة


يذكر أن ولد سعيد الجماني كان يمدح الراحل الحسن الثاني ويطنب في هذا المدح لدرجة المبالغة، واستمر على هذا الحال مدة من الزمن، فانتشرت الروايات بخصوصه ووصل الخبر إلى الملك، فما كان من أمر هذه الأخير إلا أن استدعاه إلى القصر وطلب إليه أن ينقص من مفعول المدح ويقلص من حجمه ما استطاع، وخلص معه إلى اتفاق مفاده، أنه إذا ما غالى الجماني في المدح ورأى الملك أن ذلك قد تجاوز الحد، فإنه سيأمره بطرفة عينه (يغمزه) للحد من ذلك. فهم الجماني قصد الملك والتزم بأنه إذا ما أشار إليه بطرفة عينه (غمزه) سيحد من المبالغة في المدح، وحدث مرة أن كان الملك في اجتماع موسع مع الدوائر الحكومية، حضره الجماني الذي تناول الكلمة وانطلق في المدح كعادته، ومن فرط مبالغته أن قال للحضور بأن الحسن الثاني يملك قصرا طوله 150 كيلو مترا، فلما رفع بصره تجاه الملك، بادره هذا الأخير بالإشارة المتفق عليها (غمزه)، فارتبك سعيد الجماني وأتم متداركا الأمر، نعم (سيدنا عندو واحد لقصر) طوله 150 كيلو مترا لكن عرضه لا يتجاوز ثلاث سنتيمرات، فضحك الملك كثيرا وقال للجماني باستهزاء إذا ما كانت روايتك صحيحة فإني على ما يبدو أسكن جوف أنبوب...


حذاء الأميرة


من الرائج أيضا في موضوع النكت المرتبط بالجماني... أنه حدث ذات يوم أن أرسلت إحدى الأميرات هدية إلى الجماني على عنوان بيته بواسطة سائق من القصر، وكانت الهدية عبارة عن حذاء (طويل من نوع (بوتيو)، فتسلمت زوجة الجماني الهدية نيابة عنه، لأنه كان في مهمة رسمية بالأمم المتحدة، وبما أنها – حسب الرواية – لم تر حذاء من قبل بتلك المواصفات، اعتقدت أن زوج الحذاء، ساقي بقرة، فعمدت إلى طبخهما في وجبة غذاء، وشاءت الصدف بعدها أن تجمع زوجة الجماني بالأميرة صاحبة الهدية، حيث بادرتها هذه الأخيرة بالسؤال حول الهدية وهل أعجبتها؟ فابتسمت عقيلة الجماني في وجه الأميرة ابتسامة عريضة للغاية، وردت عليها بكل احترام، إنها رائعة جدا وطعمها يا مولاتي لذيذ للغاية، الشيء الذي دفع فضول الأميرة لمعرفة مصير الحذاء وعلاقته بالطعم اللذيذ، فعلمت من مصادرها أن زوجة الجماني حولت الهدية إلى وجبة غذاء شهية.. فانفجرت من الضحك.


الجماني و كؤوس البلار


يروى أن الراحل الحسن الثاني استدعى بعض الشخصيات إلى القصر قصد تناول وجبة العشاء، ولما حضر الوفد اندهش لتلك المائدة التي أعدها الملك لزواره، فقد كانت المائدة مملوءة عن آخرها بصحون الدجاج "المحمر" والخرفان "المبخرة" وألذ المشروبات بقارورات وكؤوس البلار، وكان ضمن الحاضرين صديق الملك، سعيد الجماني، وبينما انشغل الزوار بالأكل، خرج الحسن الثاني رفقة سعيد الجماني حتى يتأتى للزوار تناول الوجبة في راحة تامة، عندها سأل سعيد الجماني الحسن الثاني قائلا: "علاش خرجنا نعام أسي؟ أنا عزيز عليا المشوي، دروك ياكلو الحوالا ويخاليونا بلاش"، عندها أخبره الحسن الثاني أن الزوار تايحشمو"، لذا يجب أن يتركهم بمفردهم، وبينما خارجا، شب حريق في تلك الصالة التي يتناول فيها الأجانب وجبة العشاء، عندها دخل سعيد الجماني، ليجد رجلا تحفه النيران من كل الجوانب يطفئ ولم يجد ما يطفأ به النار التي شبت في ملابس الرجل سوى معطف يرتديه أحد الزوار، توجه سعيد الجماني إلى الرجل طالبا معطفه، ولما رفض، نزعه عنه بالقوة، وشرع في إخماد الحريق. "بدا تيخبط في الراجل بالمونطو" كي يطفئ حريقه، حتى خمدت النيران.


وفي صباح الغد توجه سعيد الجماني رفقة الحسن الثاني إلى المستشفى حيث يرقد الرجل، ولما سألا عنه في الجناح المخصص للحرائق، أخبروهما أن المعني بالأمر يرقد في الجناح المخصص بجراحة العظام، تفاجأ سعيد الجماني، والتفت إلى الحسن الثاني قائلا: "أواه أنا طفيتو بيدي، كيفاش داوه لبلاصة المهرسين"؟ ولما دخلا عنده وجدا المعني بالأمر ملفوفا في شرائط بيضاء وقد أجريت له أربع عمليات لجبر الكسور التي لحقت به، ساعتها قال الرجل المكلوم لسعيد الجماني "وكَلت عليك الله ألجماني.. داك المونطو للي طفيتني به من العافية، كان فيه زوج قرعات ديال العصير، وثلاثة الكيسان ديال البلار، شفرهم صاحب المونطو.. آش بغيتي عندي".


مارش أريار


يحكى أن سعيد الجماني كان على موعد مع الحسن الثاني قصد السفر إلى باريس، ولما دخلا المطار لم يجدا سوى طائرة واحدة ممتلئة عن آخرها بالركاب، ولم يكن بها سوى مقعدين فارغين فقط في الصفوف الخلفية، ولما أخذا مكانهما في الطائرة بالمقاعد الخلفية، قال سعيد الجماني للحسن الثاني، عيب يا مولاي أن نركب في آخر مقاعد الطائرة "أش غادين يقولوا علينا ولاد الجالية المغربية، أنا تايبان لي تصدر الأوامر ديالك باش تمشي الطيارة (مارش أريار) حتى لباريس باش نبانو راكبين حنا اللولين.."، فلم يجد الملك آنذاك ما يقوله سوى أنه استلقى ضاحكا عما تفتقت عنه عبقرية سعيد الجماني.


سعيد الجماني "داخ"


صادف أن سعيد الجماني وجد نفسه في الديار الهولندية، كممثل لوفد مغربي هناك، ولأنه لا يفهم اللغة الهولندية، فإنه وقف مشدوها حينما خاطبه ديبلوماسي هولندي قائلا: "داخ"، لم يفهم سعيد الجماني معنى هذه الكلمة، ولما سأل مترجمه الخاص قال له، إن كلمة "داخ" تعني صباح الخير، فرح الجماني بهذه الكلمة معتبرا أنها ستعزز رصيده اللغوي، وفي صباح الغد استيقظ باكرا، كي يقول "داخ" لأول ديبلوماسي هولندي سيلتقيه في جناح إقامته الخاصة، وهكذا أخذ سعيد الجماني يردد كلما صادفه أحد ما كلمة "داخ"، لكنه في غفلة منه فاجأ وزير الداخلية الهولندي بالمرور المؤدي لغرفته، سعيد الجماني وهو يتمعن في إحدى اللوحات الزيتية المعلقة على الحائط ليبادره بإلقاء التحية، قائلا "داخ"، ساعتها لم يجد سعيد الجماني ما يجيب به عن هذه الكلمة، إلا القول "دردلاخ "أمولاي.


الوحدة العربية


من ضمن النكت التي شاعت وانتشرت بشكل واسع في المغرب، تلك التي تحدثت عن سعيد الجماني كممثل للمغرب في القمة العربية، إذ حسب الرواية فإن سعيد الجماني أنصت بما فيه الكفاية إلى كل الخطب والكلمات المنقولة عن الزعماء العرب، وقد انتظر بفارغ الصبر، أن يأتي دوره لإلقاء كلمته، سيما أنه كان جائعا، كان العالم العربي حينها يعيش وضعا متأزما وتمزقا ملحوظا استدعى بسببه عقد اجتماع طارئ للزعماء العرب، ولما جاء دور سعيد الجماني في إلقاء الكلمة، جذب إليه الميكروفون، ونظر مليا في وجوه الزعماء ليصرخ بصوت جهوري "الوحدة"، وما إن أنهى كلمته حتى وقف الحاضرون من الزعماء العرب ووزراء خارجيتهم وقد صفقوا بحرارة لهذا الموقف الجريء الداعي إلى وحدة الأمة العربية، وما إن جلسوا، حتى أكمل قائلا: "الوحدة وتولوت الآن، وما زال ما تغديناش أعباد الله"
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement